: مبارك كان مريضا ولايزال ويجب عدم تصوير الحكام كألهه

صرح مجدى أحمد حسين أمين عام حزب العمل لقناة الحوار التى تبث من لندن أمس الأربعاء أن استخدام لفظ شائعة للحديث عن مرض مؤكد ألم بحاكم مصر مسألة مرفوضة من حيث المبدأ ، فليحاكموا المعارضة على انتقادها لسياسات الحاكم أم محاكمة المعارضين لأنهم قالوا انه مريض فهذا عبث غير مقبول . مبارك اختفى أكثر من أسبوعين وهناك ألف دليل ومصدر على أنه كان فى أزمة حرجة وأنه حتى هذه اللحظة لم يرجع لحالته الطبيعية وانه حتى هذه اللحظة لم يدل بأى حديث للتلفزيون المصرى ولاغير المصرى ولم يسمعه أحد يتكلم فى أمور السياسة منذ 8 أغسطس حتى الآن وأن الشرائط التى أذيعت ليست ذات بال لأنها لم تتناول أحداث معاصرة وهو ما أثار مسألة أنها مادة أرشيفية وحتى عندما ألتقى مع الملك عبدالله فانه لم يعقد معه مؤتمرا صحفيا كالمعتاد ولم يدل مبارك بأى تصريح للاعلام وكأن هناك قرار بمنعه من الحديث فى السياسة .

وعندما عقد المذيع مقارنة بين ما تعرضت له وكالة فلسطينية من ملاحقة قانونية من العقيد القذافى لأنها أذاعت أنه مريض مرضا خطيرا وبين ملاحقة السلطات المصرية لابراهيم عيسى قال مجدى حسين : نحن ضد ملاحقة الاعلاميين لنشرهم خبر عن صحة الحاكم حتى وإن لم يكن دقيقا حتى وإن كان خاطئا لأن ذلك لا يشكل جريمة والصحفى أو الصحيفة يخسران أدبيا فى حالة الخطأ ، ولكن الحكام ينسون أنفسهم ويتصورون أنهم أصبحوا آلهة ولايريدون أن يخدشوا هذه الصورة عند الجماهير فهم لايمرضون ولايموتون . ولكن فى اطار المقارنة بين الحالتين نجد أن القذافى خرج فى اليوم التالى مباشرة وأدلى بحديث تلفزيونى طويل قضى تماما على الخبر فى مهده . بينما نظام مبارك يتخبط منذ 8 أغسطس حتى الآن حتى أن محطة السى ان ان الامريكية وصفت الحكومة بأنها تكافح من أجل تهدئة الشائعات حول صحة مبارك . والأمر كان أهون من كل ذلك لو خرج مبارك بحديث تلفزيونى يتناول أمور حديثة مع مذيع و مذيعة مصرية . أو أدلى بتصريح لقناة العربية بدلا من زوجته !

هم يتحدثون عن تمدد مساحة الشائعات والتى قاربت على الشهر ، فاذا كانت شائعات فعلا فهم المسئولون عن ترويجها ، أمامى الآن صحيفتان حكوميتان صدرتا يوم السبت الماضى بالمانشيتات التالية بالبنط العريض والأحمر فى الصفحة الأولى : المساء الأسبوعية : مبارك يزور سوهاج خلال ساعات . والأهرام المسائى : مبارك فى سوهاج خلال ساعات لافتتاح عدد من المشروعات الجديدة . ثم لم يظهر مبارك فى سوهاج ولا فى أى مكان آخر حتى يوم الثلاثاء . وفى ظل أجواء تقول أنه مريض وأنه ميت بالفعل . ماذا يؤدى النشر بهذا الأسلوب الا تأكيد كل ما نشر عن تدهور حالته الصحية وحتى هذه اللحظة لم يصدر أى توضيح عن عدم ظهور مبارك فى سوهاج .

من المؤسف أن حكام دول الخليج هم الذين يعلنون بشكل واضح عن حالتهم الصحية ويعلم الكافة أن الأمير الفلانى ذهب فى رحلة علاجية الى الخارج وعاد ..الخ

ورغم أن النظام الأمريكى ليس مثاليا من وجهة نظرى ولنا عليه مآخذ كثيرة إلآ أنه فى هذه النقطة يتصرف بشكل متحضر يعلى من شأن المؤسسية على الفرد . فالحالة الصحية للرئيس جورج بوش موجودة على الانترنت وأنا اطلعت عليها وبها الحالة الصحية له منذ الصغر وحتى هذه اللحظة . وأعلن أخيرا أنه أجريت له عملية لازالة أورام فى الأمعاء وأنه سلم الحقيبة النووية لنائبه تشينى لمدة 24 ساعة . ولم نسمع أن البورصة انهارت ! كذلك أعلن عن اصابة تشينى نفسه بجلطة فى القدم . إن الحاكم الذى يتصور أن البلاد ستنهار اذا مرض أو مات هو حاكم فاشل . فالحاكم المحترم هو الذى يخلف وراءه مؤسسات وطنية تدير البلاد فى مرضه وفى مماته . بل ان حاكم ماليزيا العظيم محضير محمد ترك الحكم بدون مرض أو موت . فهل ماتت ماليزيا . هل اضطرب ترتيبها العالمى فى مجال الصناعة والالكترونيات ؟!

وبسؤال من المذيع عن مغزى انتشار خبر مرض الرئيس وحتى وفاته أجاب مجدىحسين : اذا كان لدى السلطات أجهزة لقياس الرأى العام لعرفوا أن هذا الانتشار للنبأ فى مصر وبين المصريين بالخارج الذين تبادلوا التهانى لعرفوا أن هذا استفتاء حقيقى على النظام وشعبيته ومصداقيته

: مبارك كان مريضا ولايزال ويجب عدم تصوير الحكام كألهه S

» يا أهل الحكم أثبتو لنا أن مبارك لايزال حيا ً ؟